السبت، 16 أغسطس 2014

منظمة بيئية تعلن اختفاء حيوان نادر من موطنه الأصلي في أهوار العراق

السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت منظمة طبيعة العراق، السبت، أن حيوان "القضاعة" ذات الفراء الناعم المهددة عالمياً بالانقراض لم يعد بالإمكان مشاهدتها في أهوار العراق التي تمثل موطنها الأصلي، فيما أبدت لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة أسفها لفقدان البيئة المحلية هذا النوع النادر من الحيوانات البرمائية.
وقال مدير مكتب منظمة طبيعة العراق في الجنوب جاسم الأسدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "شبكة الرصد الأحيائي التابعة للمنظمة لم تشخص وجود القضاعة ذات الفراء الناعم في مناطق الأهوار خلال العام الحالي، وهو ما يزيد من احتمال انقراض هذا النوع من الحيوانات البرمائية الذي لا يعيش في أي مكان آخر من العالم"، مبيناً أن "عملية المسح الميداني تركزت على المناطق التي كانت تعيش فيها القضاعة ذات الفراء الناعم، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال".
ولفت الأسدي الى أن "المنظمة استبشرت خيراً عندما علمت بأن أحد الصيادين تمكن من اصطياد قضاعة ذات فراء ناعم، ولكن بعد معاينتها تبين انها قضاعة ذات فراء خشن، وهو نوع آخر من القضاعات لا يعد نادراً"، مضيفاً أن "القضاعة ذات الفراء الناعم ربما لم تزل موجودة في بعض مناطق الأهوار بأعداد قليلة جداً، ولكن يصعب التأكد من هذا الفرضية".
وأكد مدير مكتب المنظمة المتخصصة في مراقبة بيئة الأهوار والحفاظ على الحياة البرية في العراق ولديها اتفاقيات تعاون مع منظمات بيئية دولية أن "المنظمات الدولية المعنية بتسجيل حالات انقراض الحيوانات لا يمكنها الإعلان عن انقراض القضاعة ذات الفراء الناعم في المرحلة الحالية"، موضحاً أن "الضوابط المعتمدة تقتضي مرور 25 عاماً على آخر مشاهدة للحيوان المهدد بالانقراض في الحياة البرية، في حين أن القضاعة ذات الفراء الناعم لم تشاهد منذ عام واحد على الأقل".
من جانبه، قال رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة ربيع منصور في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأهوار خسرت خلال الأعوام الماضية العديد من أنواع الحيوانات النادرة من جراء ما تشهده تلك المناطق من تدهور البيئي من أهم أسبابه تفاقم ظاهرة التلوث وزيادة نسب التراكيز الملحية في المياه"، معتبراً أن "فقدان القضاعة ذات الفراء الناعم يعد خسارة للبيئة المحلية، خاصة وانها كانت من الحيوانات المنتشرة بكثرة قبل أن يتقلص وجودها تدريجياً خلال العقدين الماضيين".
يشار الى أن حيوان القضاعة الذي يطلق عليه أيضاً تسمية (ثعلب الماء)، ومحلياً يسمى (جليب الماي) هو من صنف الثدييات البرمائية التي تنتمي الى فصيلة العرسيات، وتتغذى على الأحياء المائية، وتسكن في جحور تحفرها قرب ضفاف الأنهار والمستنقعات، وتفيد المنظمة العالمية للحفاظ على القضاعات (IOSF) بأن هناك سبعة أجناس من القضاعات تنتمي الى 13 نوعاً يواجه بعضها خطر الإنقراض، فيما أدرج قبل أعوام الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ومواردها (IUCN) القضاعة ذات الفراء الناعم واسمها العلمي (Lutrogale perspicillata) على اللائحة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض.
وكان الرحالة كيفن يونغ ذكر في مؤلفه الشهير (العودة الى الأهوار) أن الكاتب وعالم البيئة الاسكتلندي غافين ماكسويل أعجب لدى زيارته أهوار العراق خلال خمسينات القرن الماضي بكلاب الماء ناعمة الفراء، ونقل واحدة منها الى لندن قبل أن يكتشف عن طريق الصدفة ان الحيوان الذي بحوزته من نوع لم يسجل علمياً من قبل، فمنحه العلماء البريطانيون آنذاك اسماً علمياً جديداً، كما أفاد يونغ في كتابه الذي ترجمه الى العربية الدبلوماسي العراقي حسن الجنابي بأن "مناطق الأهوار تزخر بكلاب الماء، وهي مألوفة تماماً لدى السكان، وتتكاثر في شهري شباط وآذار، ويصطادها السكان لبيع فرائها في مراكز المدن".